إيذاء زوجته جنسياً

   

للأسف الجواب هو نعم. أكدت الدراسات الحديثة أن زوجة واحدة من أصل خمس زوجات تتعرض للإيذاء الجنسي في الصمت داخل بيت الزوجية. لكِ أن تتخيلي مدى هول الصدمة التي تتعرض لها الزوجات إثر تعرضهن للإيذاء والاغتصاب الجنسي من قبل أزواجهن. الإيذاء الجنسي الذي يتم بين الأزواج أحد الأسرار التي تدور خلف الجدران ونادراً ما يتحدث أحد عن هذا الأمر، على اعتبار أن ثقافة المجتمع في أغلب الأحيان لا تجد أي غضاضة في التعامل العنيف من الأزواج تجاه زوجاتهم. بينما قد يرفض نسبة أكبر قليلاً ما يمارسه الذكور من عمليات تحرش وهو أحد صور الإيذاء الجنسي تجاه النساء إذا ما حدث في العمل أو في الشارع ما بين الغرباء.


 

ثقافة المجتمع ترسخ للإيذاء الجنسي

الإيذاء الجنسي نتاج ثقافة الذكورية التي يعتقد من خلالها المرء أن المرأة ليست أكثر من أداة جنسية يمكن عبرها إفراغ شهوته وأنها مجرد وسيلة للمتعة ليس لديها مشاعر أو شخصية أو عقل يفكر ويقبل أو يرفض وهي مجرد وعاء لحمل الذريّة وهو ما يكرره بعض رجال الدين المتعصبين أيضاً.

 

الحقيقة أن وسائل الإعلام الحديثة تلعب دوراً هاماً في تثبيت مثل تلك الصورة في الذهن، حيث تطلب من المرأة دائماً الإهتمام بجمالها والتفنن في إظهار الأجزاء المثيرة من جسدها. تفرض عليها نماذج محددة للجمال من خلال الممثلات وعارضات الأزياء وهو ما يقزم دور وقيمة المرأة الجوهري في المجتمع النابع من ذاتها وشخصيتها الحرة.

 

السادية الجنسية الذكورية في أبشع صورها

تقول إحدى النساء أن زوجها اعتاد على جذبها من شعرها وتوجيه الإهانات اللفظية إليها كلما رغب في ممارسة الجنس معها وأنه يتعمد دائماً إشعارها بأنها ليست أكثر من عاهرة بلا إحساس ولا قيمة. للأسف تؤكد أنها لا تستطيع الإنفصال عنه بسبب ظروفها المادية وأنها لا تعلم حقاً ماذا تفعل وكيف تقوّم مثل هذا السلوك وكيف تواجه العنف الذي تتعرض له. فعندما تشعره بأنها ترغب به يعتبرها عاهرة وإذا أظهرت عدم رغبتها يعتبرها باردة ويوجه إليها المزيد من الإهانات معتبراً إنها تشعر بأنها أفضل منه وأن عليه تقويم مثل هذا السلوك بالمزيد من الإهانات.

 

صمت النساء أمام معاناتهن الجنسية

عادة ما تحاول النساء إحتواء مثل هذه الأفعال والإبقاء على درجة من السلام الأسري حفاظاً على بيتها وهي تحاول التجاوب مع مثل هذا النوع من الأزواج إبتغاء إرضاءه حتى يتوقف فقط عن إهانتها. على الرغم من أن مثل هذه الأفعال تبقى منفّرة بالنسبة للزوجة وتثير فيها الكراهية تجاه زوجها والاحتقار تجاه الذات لأنها لا تستطيع رد الأذى عن نفسها. إلا أن ذلك لا يزيد الرجل السادي إلا رغبة في ممارسة الجنس معها لأنه لا يقبل مثل هذا النوع من الرفض الصامت ولأن الجنس في حالته يكون وسيلته في السيطرة وإظهار أنه الأقوى في هذه العلاقة.

 

الغيرة المرضية نوع من الإيذاء الجنسي

تعد الغيرة الزائدة المرضية كذلك أحد أنواع الإيذاء الجنسي الموجه من قبل الزوج لزوجته، على الرغم من أن مشاعر الغيرة طبيعية بين المحبين والأزواج حيث تكون نابعة عن الحب ولا تكون بغرض الإيذاء، بينما الغيرة المرضية تنبع من كون الرجل يعتبر أن زوجته أحد ممتلكاته الخاصة التي يجب السيطرة عليها ومنعها من التعامل مع الأخرين ومنع الآخرين من إبداء أي نوع من الإعجاب والتقدير لها.

 

في سبيل إثبات هذا النوع من الملكية فهو لا يتورع عن ضربها وتوجيه الإهانات اللفظية لها أو التضييق عليها وحرمانها من حقوقها وفرض ملابس معينة عليها. تقول إحدى السيدات، أنها إذا خرجت إلى مكان عام مع زوجها فسيتهمها فوراً بأنها تكن الإعجاب لأي شخص عابر حتى لو كان البائع في أحد المتاجر التي ذهبا إليه لشراء غرض ما.

 

حالات لا يمكن إصلاحها

إن العلاقات التي تعتمد على التحكم وتوجيه الإهانات من أحد أطرافها تجاه الطرف الأخر، هي علاقة فاشلة بكل المقاييس والسماح لأحد طرفي العلاقة بإبتزاز الطرف الأخر أو إستغلاله لا يمكن أن يستمر فستأتي لحظة الإنفجار في وقت من الأوقات. عند إنتهاء مثل هذه العلاقة غير الصحية سيجد الطرف المُستغَل وغالباً ما تكون المرأة التي تجد نفسها نادمة على كل ما فرطت فيه من حقوقها وكرامتها لشخص لم يكن يستحق كل هذه التنازلات.

 

إن التخلص من مثل هذه العلاقات المريضة كلما كان مبكراً كلما كان أفضل، لأن الخسائر الناتجة عنه تكون أفدح كلما تقدم الوقت وقد يكون ضحيتها أطفال لا ذنب لهم.

Fourni par Blogger.